مماثلة العطاء

تحرص الشركات الكبرى على تعزيز علامتها التجارية وبناء سمعتها، لذا تعمل تلك الشركات على عدة أوجه لتحقيق المستوى المنشود. أحد أهم تلك الأوجه هو الدور الاجتماعي والذي يُفعّل من خلال مبادرات يعود نفعها على المجتمع. تتعدى جهود بعض الشركات في المسؤولية المجتمعية، إلى حث موظفيها للقيام لأداء دور فاعل في المجتمعات التي يعيشون ويعملون فيها. يعكس هذا الدور ثقافة المسؤولية الاجتماعية ويرسم صورة حسنة عن الشركة التي يمثلونها.

ومن تلك الجهود برامج مماثلة العطاء أو مضاعفة التبرعات والتي تقوم بها بعض الشركات وفقًا لشروط ومعايير محددة. حيث تيسر لموظفيها التبرع لجهات خيرية أو غير ربحية وتقديم ما يثبت ذلك، عندها تقوم الشركة بمكافأة الموظف من خلال تقديم مبلغ مقابل ما قدمه لذات الجهة تقديرًا لمشاركته وحرصه. وعلى النسق نفسه، تتيح أيضًا بعض الشركات لموظفيها تقديم ما يثبت قيامهم بأعمال تطوعية، فتقوم الشركة بالتبرع لتلك الجهات نظير عدد ساعات التي تطوع بها الموظف. تطمح الشركات إلى زيادة عدد المشاركين في مثل هذه البرامج لتثبت رفعة مستوى موظفيها، وقدر اهتمامهم وتوافقهم مع أهدافها.

تحرص الشركات على هذا النوع من التفاعل مع الموظفين، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 88% من أصحاب العمل يعتقدون أن برامج التفاعل المؤثرة تساعد في جذب الموظفين والمحافظة عليهم. كما أن 65% من أعلى الشركات في الإيرادات حسب قائمة مجلة “فورتشن” (Fortune 500) تقدم برامج مماثلة العطاء (Matching Gifts). وتختلف الشركات في مقدار ما تقدمه نظير تبرع موظفيها فمنها من تكتفي بمماثلة تبرع الموظف وأخرى تزيد على ذلك. كما تختلف الشركات في تحديد السقف الأعلى والذي يمكن للموظف التبرع به في السنة. ويقدر مجموع التبرعات التي تُقدم من خلال برامج مماثلة العطاء من اثنين إلى ثلاثة مليارات دولار سنويًا.

من الأمثلة التي تقوم على مفهوم مماثلة العطاء في أرامكو السعودية، حملات التبرعات في شهر رمضان. حيث دأبت الشركة -ومنذ زمن- على جمع تبرعات الموظفين وفي نهاية الحملة تقوم الشركة بمضاعفة المبلغ. ومن أبرز الحملات التي عمل عليها بجد واجتهاد زملاء سبقوني في قسم المواطنة كانت حملة “الحقيبة المدرسية”، وحملة “هدية المعرفة”، وحملة “أريد أن أسمع”. كذلك تقوم الشركة من وقت إلى آخر بمضاعفة التبرعات في حملات مساعدات إنسانية أخرى حول العالم.

هذا العام أطلقت أرامكو السعودية حملة جديدة تتيح للموظف عدة خيارات لكي يتبرع لما هو أقرب إلى نفسه. هذه البرامج هي خير مثال لتجسيد قيمة المواطنة في أرامكو السعودية، حيث تتضافر جهود الموظف والشركة معًا لنشر المنفعة. إن نجاح هذه الحملات لا يقاس بالمبلغ الذي تم جمعه، بل بعدد المشاركين فيها. وهذا العدد يعكس مدى اهتمام الموظفين بالبرامج المجتمعية وحرصهم على التفاعل معها. كما أنه مؤشر للقائمين على هذه البرامج للاستمرار في العمل بها وتطويرها.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s