تداولت وسائل إعلامية مقطعًا للقاء مدير جامعة بالطلبة المستجدين وتخلل اللقاء الذي دام حوالي الساعة والنصف بعض الهفوات والتصريحات التي برأيي لم تكن موفقة. ففي اللقاء نهر مدير الجامعة أحد الطلبة وأمره بالجلوس لإعطاء فرصة لغيره. وقاطع أحد المتحدثين أثناء سؤاله ليتحدث مع شخص آخر. وكانت أبرز تلك الهفوات هي التي أحدثت الضجة عندما سأل أحد الطلاب عن سبب عدم وجود أكاديميين سعوديين، حينها رد المدير عليه قائلًا: “السبب أنت، أنت السبب وأخوانك والأجيال السابقة…” اندفاع المدير وضعف سيطرته على تعابيره كان واضحًا، واسترسل في تفاصيل لا تعني طلابًا انظموا لتوهم إلى الجامعة كبدلات أعضاء هيئة التدريس، وكأنه يشير إلى مشكلة كبيرة في الجامعة.
وللمقارنة نُشر في اليوتيوب مقطع جاء فيه تسجيل صوتي لاجتماع رئيس شركة كبرى بموظفيها الشباب. طرح صاحب المقطع سؤال بالإنجليزية حول تنمية مهارات الموظفين خارج نطاق عملهم، وحينما طلب الرئيس إعادة السؤال لعدم وضوح الصوت، أعاد الموظف السؤال وبسخرية أضاف: “أتعلم ما معنى كلمة مهارة؟” وسط ضحكات الحضور. تعامل رئيس الشركة مع الموقف باحترافية إذ أصر على فهم السؤال وركز على إجابته. لم ينسق خلف العواطف لترسيخ مكانته كرئيس، بل استحضر دوره الإنساني والأبوي كونه في قاعة مليئة بموظفين في سن مبكر وربما تنقصهم الخبرة. وختم بعبارة تحفيزية أكد فيها أن مهارة الشخص وإبداعه لا يمكن حجبها وشبه ذلك بسطوع النجم. وانتهى الأمر وكأن شيء لم يكن إلا للسائل نفسه، إذ أبدى أسفه في المقطع على طريقته وتمنى حسب قوله لو أن الأرض ابتلعته حينها.
ضعف استعداد المسؤول والقائمين على تنظيم الفعالية قد يكون سبب في نشوب الأزمات الإعلامية. فالاستعداد لمثل هذه المناسبات أمر في غاية الأهمية وخاصة تلك التي تسمح بالتفاعل مع الحضور أو الإعلام. إن كان هناك قصور في الإمكانيات، فلا داعي لتوثيق ونشر هذا القصور على شبكة الإنترنت. إحدى مسؤوليات فريق العلاقات العامة أو الفريق الإعلامي في المنشأة، التأكد من الاستعدادات بما يتماشى مع النظام السائد أو البروتوكول، والرفع بمرئيات حول المشاركة أو النشر أو التصوير، ومراجعة ما يلزم لضمان ظهور المنشأة وممثليها بالصورة التي تليق بها.
المسؤول يجب أن يعي نوعية الحضور ويستعد لأي طارئ. أحد أهم وسائل الاستعداد هو جمع ومراجعة أكبر قدر من الأسئلة المتوقعة مع المسؤول ليكون مستعدًا لأي نوع منها كالأسئلة الحساسة والغريبة أو حتى المواقف المحرجة، وتدريب المسؤول باستمرار من خلال جلسات تحضيرية قبل أي فعالية يحضرها. كذلك عدم التسرع في الإجابة، الاندفاع لنقض معلومة أو تأكيد أخرى قد يقود إلى تعبيرات خاطئة. كما أن استيعاب السائل قد يكون أهم من استيعاب السؤال نفسه، طريقة الإجابة المتشنجة أو الدفاعية قد تثير الاستنكار وحتى لو أن المعلومة صحيحة. ففي مثال مدير الجامعة، أثناء إجابته قال: “لا تطلب من الجامعة ما تطلبه من جامعة الملك سعود… وما تطلبه من جامعة الملك عبد العزيز، إذا شاطر روح هناك…” وقد يتفق معه البعض بحجة أنه “واقعي”، إلا أن مثل هذا الرد لا يعكس ترحيبًا بالطلبة المستجدين ولا يبشر ببداية موفقة، وبكل تأكيد لا يخدم صورة الجامعة على المدى البعيد عندما يصدر من أعلى مسؤول فيها.
المدير أخطأ
وأي قائد يتحلى بالايجابيه
كان بإمكان مدير الجامعه احتواء الطلبه الجدد والترحيب بهم وتشجيعهم وان الله وفقهم للمكان المناسب وأن الفرصة سنحت لهم بالارتقاء بالعلم وتقديم ماتعلموه لخدمة وطنهم ومواطنيه وتجنب المقارنه خصوصا مع الجامعات الكبيره لأنه فيه تحقير أو تصغير من جامعتهم
وقد يؤدي بالكثير الى الإحباط والبعض ربما الى التوقف والبحث عن جامعه افضل
من ناحية أخرى تحدث عن من يقصر في عمله الرئيس والانشغال عنه بعمل خاص بدافع مادي بحت
مثل بعض أطباء المستشفيات الحكومية بالرياض وهذا فيه من الصحة نصيب
مقال متميز
ولكن متى نقرأ لك في الصحف
إعجابإعجاب