التذمر المهني

أحد أخطر الآفات المهنية التي واجهتها شخصياً في عدة أمكان عمل. فليس له شكل محدد ولا ينقله شخص معين. قد يباغتك من حيث لا تدري وينقله إليك شخص لا تتوقعه ولربما هو نفسه لا يدري بذلك.

التذمر في بيئة العمل يقتل الأمل ويعكر الطموح ويذبح الاجتهاد. وتكمن خطورته في تشكله وتحوله السريع فقد يبدأ بهيئة حسنة، كانتقاد فعل ما أو تحديد خطأ في أحد الإجراءات وما إن تتدحرج كرة الثلج إلا ويتحول الأمر إلى تحليل للأحداث وربطها بالأخطاء فتعصف بك دوامة من الإحباط وخيبة الأمل وسوء الظن بنظام العمل والإدارة وتنتهي بأن شخص ما هو سبب المشاكل أو أن المنظمة كلها لم تعد كسابق عهدها. تخرج أنت في نهاية ذلك الإعصار مليء بالخذلان يقرعك الإحباط من كل جهة وتبداء في ربط أحداث أخرى بما سمعت سابقاً وتستمر العاصفة.

إنتبه.. ولا تتردد في المقاطعة وضع حداً لهذه التراهات. غيّر الموضوع وإن حوصرت فاهرب بسرعة. لا فائدة من أن تكون لأحدهم مكب للنفايات. نعم فحين تنصت لمثل هذه الأقاويل المحبطة فأنت واقع لا محالة في مكب للأوساخ وهي تنهمر عليك ممن فاضت به.

لا شيء يبقى على حاله. المنظمات تتغير وليس بالضرورة أن يكون الكل مستفيد من ذلك التغيير. كما أن من السذاجة أن تختزل الأخطاء في شخص واحد فإن كان كذلك فهو معجزة.

لا تنزلق في وحل التذمر، حاول أن تتأقلم مع بيئة عملك حتى وإن لم تكن بمستوى طموحك. إبدأ بنفسك وابقٓ إيجابياً، وليكن لذلك أثر على محيطك. توسع في دائرتك قدر ما تستطيع.

إن فشلت، فوازن بين ميزات عملك الحالي ومساوئها فإن رجحت كفة المساوئ فلا بد من التغيير. ابحث عن مكان آخر وكف عن إجهاد نفسك في تشخيص الفشل وأسبابه في تلك البيئة أو اختزالها في شخص ما. وعندما تعقد العزم على الانتقال تأكد أن البيئة الجديدة كذلك لها ميزات ومساوئ فكن مستعداً من البداية.

 

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s